.. بسم الله الرحمن الرحيم..
العقل
اللاواعي كم يفضحنا ويرينا ما نحاول تجاهل وجوده واخفائه عن أنفسنا عندما نكون
مستيقظين أو متيقظين، الأصح أن أقول: يرينا ما نحاول عدم تصديقه، شعور مؤلم ومحزن
بما يكفي لجعل قطرات دموعنا تنتحر إشفاقاً علينا، وإن كان للأمانة يجلب مرات بعض السعادة معه، القليل فقط.
عظيم العقل اللاواعي فهو الوحيد
الذي يعلم جميع أسرارنا ورغباتنا الصغيرة والكبيرة التي لا نخبر أحداً عنها
وغالباً لن نفعل لأنه بنظرنا ليس هناك من نراه أهلاً للثقة لنضع فيه طموح فهمنا
وفهم كل تلك الأسرار التي قد تكون كبيرةً لا نقوى أحيانا على حملها وحدنا وهي ما
يثقل كاهلنا ويجعل أيامنا ثقيلة من لحظة استيقاظنا ولا قوة لنا وكأن النوم لا
يسعفنا حتى عودتنا لسرير الإعترافات بعد أن خارت قوانا التي لم نمتلكها أصلاً، وقد
تكون صغيرة ولا تذكر عادة بالنسبة لغيرنا كأثر خرم من دبوس في قميصك
المفضل، او أن لا تجد حلوى الجيلاتين لتخفيف توترك! أو أن تخبر أحداً أصلاً أن ما
يخفف توترك هو عبارة عن قطع هلامية مليئة بنكهات صناعية؟!
على
الجانب الآخر شكراً لعقولنا اللاواعية لأنها
تعمل على تحقيق أحلامنا وأمانينا، على جعلنا نتذوق روعة الشعور عند الوصول لها،
على تلك الدفعة التي تجعلنا نركض بأقصى سرعة نحوها لجعلها واقعنا، كم من أمنية
بلغتموها في اللاوعي مهما كانت صعوبتها؟
كم من ساكن للقلب جلبه لكم وجعلكم تقابلونه وترون ابتسامته الجميلة، أو جسد لكم ماتمنيتم أن يحصل وخاب ظنكم؟
كم من ساكن للقلب جلبه لكم وجعلكم تقابلونه وترون ابتسامته الجميلة، أو جسد لكم ماتمنيتم أن يحصل وخاب ظنكم؟
هو المكان الوحيد الذي لا يُستصعبٌ فيه شي وكل ما يتطلبه الأمر لتتحقق أحلامك أن تحبها فعلاً أو أن تكون قد أحببتها قبلاً، ربما تكون قد كرهتها! هل تعلم: يكفي أن تطيل التفكير فيها فقط وستراها في منامك مهما كانت، فإذا شغلت عقلك بها في وعيه سينشغل بها أيضاً في لاوعيه!
ما العظيم في العقل اللاواعي؟
أنه لا ينتظرك حتى تنام ليجعلك تفكر في شيء بل يكفي أن تسرح قليلاً حتى يستغل الفرصة ويجلب لك ما تُشغل بالك عنه عمداً،
السيئ
أنه لا يفهم إذا كنت لا تريد التفكير في أمر معين هو في هذا الحالة يفهم أنك تريد
التفكير ظناً منه أنه يخدمك.
كما نعلم العقل يفهم "لا" على أنها "نعم" لذا عليك أن تحذر من التفكير في ما لا تريد التفكير فيه كثيراً.
كما نعلم العقل يفهم "لا" على أنها "نعم" لذا عليك أن تحذر من التفكير في ما لا تريد التفكير فيه كثيراً.
ومن
هنا تعلم ان عليك استغلال هذه الـخاصية المميزة لدى ابناء ادم وعدم اضاعتها وارهاق
أنفسنا في صنع دراما خاصة بنا وغالبا لا تفيد سوى في خداعنا لنكون أسعد أو أكثر
ألماً، علينا أن نفكر في أحلامنا في ما نريده تحقيقه في واقعنا، هل فكرت مثلاً كيف
ستبدو وأنت تتحدث لغة جديدة؟
أنا
فكرت كثيراُ لدرجة أني رأيتني أتكلمها ذات منام وقد رأقني ما رأيت حقيقة لذا بدأت
أتعلمها منذ فترة وهل تعلمون أشبه ما حلمت به وأنا أتكلمها ودعوني أخبركم إنه
تعريف الشعور الجميل لأنه مزيج من الفخر وتقدير النفس.
دائماً يُقال في مجال تطوير الذات: أن تكرر ما تريد فعله كل يوم أكثر
من مرة أو أن تعلقه في مكان واضح لتراه دائماُ وربما تقف أمام المرآة وأنت تردده،
المغزى أن تقتنع بقدرتك ويقتنع أيضاً عقلك اللاواعي فتصبح بشكل طبيعي خياراتك
مبنية لأجل الوصول لهدفك الرئيسي.
هل
هذه أفضل طريقة لحسن إستغلال العقل اللاواعي؟
لا أعلم، عليك أن ترى ما الذي سيخرج أقصى
قدراتك، أنت تُحدد ذلك.
تحياتي لكم.
مقال رائع ومفيد بوركت جهودك الطيبة
ردحذفمرورك الرائع، شكراً لك
حذف