التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أمريكا .. تتغذى عنصرية!

..بسم الله الرحمن الرحيم..

كيف هو عقلك الأبيض؟! هل يفكر كما لون بشرتك، أم أن تفكيرك بلون مختلف! هل من الممكن أن يكون الأسود؟

يا اللعار هل أنت أبيض وداخلك أسود, يا الهي!!

سأدعو لك الله أن يبيض داخلك أيضاً, وأن لا يلتصق بها اللون الأسود المقيت.

المخلص صديقك الغير أبيض.

أعتقد بل أجزم أن جميعنا سمع ورأى ما حصل في أمريكا وإن لم يكن بشكل مباشر فمتأكدة من أن فضولك قادك لمعرفة الموجة الغاضبة ضد العنصرية التي ركبها المشهورون والمشهورات في العالم العربي بعد أن تناسى أغلبهم أفعاله العنصرية وأظهر وجهه الكاره لهذا الشيء!

أو ربما عبارات مثل: أمريكا تنتفض، عشنا وشفنا الجيش الأمريكي في أمريكا، و  #BLM إلخ ... هي ما جذبك، المهم عرفت القصة فلا داعي للتكرار، ولكن ما يجب إعادة التحدث عنه مراراً وتكرارًا وليلاً ونهاراً هو التعنصر الغير محسوس.

عزيزي القارئ: هل من الصعب أن تقول أن فلان عنصري؟

لا, ليس من الصعب سواء عرفته أم لم تعرفه قبلاً لأن العنصرية واضحة ولن يختلف فيها إثنان، وعلى عكسها يأتي النفاق، فيجب أن تعرف الشخص لتقول عنه منافق، والمعرفة هنا لا تتضمن المعرفة الشخصية القريبة بل أن تكون شاهدت له عدة سنابات مثلاً أو "ستوريات" أو منشورات فالمعرفة التي أقصدها هنا هي معرفة فكره ورأيه، وبعدها حتماً بمجرد أن تشاهد ما يناقض معرفتك السابقة فوراً ستقول كلمة واحدة لا أكثر: منافق/ة!

 

حسناً.. هل تتذكر ماذا احتوت وجبة غدائك, عشائك. فطورك, او أيَا يكن آخر ما تناولته؟

إن لم تتذكر فلا بأس, لن ألومك فأنا لا أذكر وجبة الغداء وأنا أكتب الآن بعد منتصف الليل، لم يمضي وقت كثير لأنسى ولكن بعض الأمور لا تحرص على تذكرها ببساطة، في المقابل هل تستطيع أن تخبرني موقفك من "قضاء وقت كثير على الإنترنت" مثلاً؟! متأكدة أنك ستستطيع, ولكن سؤالي باختصار "واضح أني ما اختصرت:)" لماذا لا يتذكر أحدهم موقفه من العنصرية وأنه كان ضدها في وقتٍ من الأوقات، ربما في ذلك الوقت كانت ضده فعرفها عنصرية وبغضها، ولكن حين أتت لمن يكرههم أو ببساطة لا يبالي بأمرهم فهي لم تشكل له مشكلة وبالتالي غفل عن أنها لا تزال عنصرية!

هل لأنه تربى على التصرفات والألفاظ مع جهله بالمعنى والمسمى, لماذا تظهر العنصرية في تصرفات وأقوال من المفترض أنها "عفوية"، هل هي تجري مجرى الدم؟؟

مُنتِنة هكذا وصفها رسولنا الكريم، ولا يحضرني حالياً سوى الخلاف الذي حصل مع بلال بن رباح رضي الله عنه وعن الصحابة آجمعين، حيث تذكر الروايات التاريخية، أنه حدث خلاف بين أبي ذر الغفاري العربـي، وبلال بن رباح الحبشي الأصل، فقام أبو ذر يُعيِّر بلالا بأمِّه "حمامة" السوداء الحبشية ويقول له: يا ابن السوداء، وفكَّر بلال فيما سمع لكنه لم يرد على أبي ذر، بل عمد إلى النبي عليه الصلاة والسلام صاحب الشأن والقرار، ليعالج هذا الخطر ويقتلعه من جذوره، وذكر له ما قاله أبو ذر، وطلب رسول الله من أبي ذر الحضور إليه، ولما تأكد له ما فعله خاطبه معنِّفا: (أعيَّرتَه بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية...)، أي: عنصرية بغيضة. ثم أوضح له ذلك المعنى الخالد في الإسلام: (إخوانُكم خَوَلُكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليُطعمْه مما يأكل وليُلبسْه مما يلبس، ولا تكلِّفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم)

–خَوَلُكم: أي يتخولون أموركم- أخرجه الشيخان البخاري ومسلم.

فلما سمعه أبو ذر "العربي"، تأثَّر به أيّما تأثُّر، وندم على ما فعل، وألقى بنفسه على الأرض، ووضَع خدَّه عليها، وطلب من بلال "الحبشي" أن يَطأَ خده الآخر بقدمه، معتذرًا إليه عما فعل، رادَّا إليه اعتباره الاجتماعي أمام الناس، لكن بلالا أبى ذلك، وأمسك بيد أبي ذر يرفعه إليه قائلاً: غفر الله لك يا أخي.

و"يا أخي" تذكرني بمجزرة مسجد النور في نيوزيلندا.

ولكن الفكره هنا أن العنصرية وصلت للجميع وانتشرت كالنار في الهشيم بل يضاهي انتشارها انتشار الإشاعة والإنترنت، جميعنا نعلم بوجودها على مر التاريخ في الجميع في الإنس والجن على حد سواء، رغم أن بارئنا يرفضها كما تنص كل الكتب السماوية، ولكن البشر يجذبهم الخطأ "إلا من رحم ربي"، فإذا لاحظتم المواضيع التي تحتوى غيبة، نميمة ،"قطيعة" تطول ولابد أن تحتوي شرارة عنصرية ليزيد اشتعالها.

وإذا بدأنا بسرد الجرائم على النفس البشرية بسبب العنصرية فلن ينتهي الحديث فهي تلعب دوراً مهماً في جميع الجهات، فمؤخراً عادت قصة الشاب السعودي خالد الدوسري للواجهة بعد نشر محاميه وثيقة تثبت أن المواد الكيمائية التي حوكم موكله بسببها "غير مخلوطة، وكميتها ليست كافية لصناعة مادة متفجرة" بعد أن حكم عليه بالسجن المؤبد سابقاً بتهمة حيازة أسلحة دمار شامل" بعد تقليصها"




خالد  كان همه الشهادة الجامعية فقط والأن أصبح همه مختلف كلياً، أصبح

الحرية.



كثيرون هم ومن مختلف الأعمار الذين أصبحوا خلف السجون أو حتى تحت التراب بسبب العنصرية فقط، أسأل الله أن يفك أسر الجميع ويجبر كسر أهلهم، ويرحم من ارتقت أرواحهم.

رغم أن العنصرية منتشرة في العالم بأكمله لا أعلم لماذا في كل مرةِ نفاجئ أنها لا تزال بيننا في "الدول العربية"؟!

 ربما لأنها لم ترحل يوماً عنا.

إضافة شرح

 

تحياتي لكم ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدنيا لا تستحق

.. بسم الله الرحمن الرحيم .. السلام عليكم .. عدت إليكم من جديد، توقفت بسبب الدراسة إن شاء الله سأحرص أن أدون كل فترة وآخرى المهم أن لا أتوقف.. تحياتي لكم ..   هل تعلم عندما تصل إلى تلك المرحلة، ذلك الجزء من عمرك الذي تقف فيه حائراً بدون اتخاذ أي خطوةٍ على الإطلاق, عندما تكون كأنك في غرفة مغلقة لا تحتوي على نوافذ،ولا يغطيها سوى لونٌ واحد ولا يمكنك رؤية الباب، يبدو كـفيلم من نسج الخيال صحيح ؟! ولكنها أقرب ما يكون إلى وضع نفسي يتخيل المرء نفسه فيه بسبب الضغوط، والحاجة إلى اتخاذ القرار في وقت قليل والكثير من الآراء المتعارضة ممن حوله. هنا ماذا تفعل وقد تزاحمت كل الآراء في رأسك محدثة ضجة لا تستطيع معها سماع رأيك ؟! استعذ بالله أولاً، ثم تحرك بعيداً عمن حولك تنفس بعمق و توضأ صلِ صلاة الاستخارة, استخر خالقك فــهو أعلم بمصلحتك في كل الأحوال، ثم افعل ما ارتاح له قلبك، ولا داعي للتفكير كثيراً فالدنيا لا تستحق أن تملأ رأسك بمشاكلها الفانيه، كل ما يهم الأن هو حياتك التي لم تبدأ بعد، فأنت ما زلت تعمل لها. " لا تخسر آخرتك .. لدنيا فانية ...

جرعة تحفيز

.. بسم الله الرحمن الرحيم.. يقال: "التحفيز هو ما يجعلك تبدأ، العادة هي ما تجعلك تستمر".  وبما أني أحتاج للتحفيز حالياً فكرت في كتابة تدوينة عن الموضوع فلا أفضل من التحفيز الجماعي, اليس كذلك؟!  من أجمل المقولات بالنسبة لي مقولة علي بن أبي طالب رضي الله عنه " حلاوة الظفر تمحو مرارة الصبر " نحن كبشر نحتاج للتحفيز في أغلب الأوقات لأن الحياة ليست جميلة دائماً ففي مقابل يوم سعيد أسبوع تعيس، ولتغيير هذا الشعور لا تحتاج سوى بعض التحفيز والكلام الجميل لنفسك وهذا ما سيغير شعورك. قالها غامبول باختصار: " لتصبح بطلاً، عليك أن تعتقد بذلك، ولو كان الآخرون لا يعتقدون بك " أنت مصدر التحفيز الأول لنفسك فلن تجد شخص يقف بجانبك ويدفعك للنهوض في كل مرة،  ولكن إن وجدته فحافظ عليه لأنهم نادرون، شكراً لكل المحفزين. أنا لست مميز، أنا فقط إصدار محدود   على كٍل يجب أن لا يغيب عن بالك أنك لم تُخلق سدى وأن لك شيءٌ في هذا العالم فقُم . تحياتي لكم .

المال كل شيء!

.. بسم الله الرحمن الرحيم ..     يقول الكثير: أن القناعة كنز لا يفنى أو أرضى بما قسمه الله لك ، مع احترامي الشديد وتقديري لكل هذه الناس لانهم استطاعوا الوصول لمرحلة الاكتفاء بما يملكون وحد احتياجاتهم الضرورية بما يستطيعون جنيه، ولكن إذا عرض عليهم الحصول على المزيد بلا مقابل هل يعقل أنهم سيرفضون لأنهم قنوعيين بما يملكون ؟! طبعاً لا ،   وأي شخص في مكانهم لن يرفض .       تدوينتي هذه موضوعها بسيط :   لا يجب على أي شخص الاكتفاء بما يملك أو بما تعود أن يجنيه من عمله وهو يكفي بصعوبة " عشان يمشي أموره " بحجة الصبر والرضا بما قسمه الله له ، بل عليه السعي لتحسين وضعه عن طريق كسب المزيد من المال ، وليس بالعمل في وظيقتين مثلاً لأن هذا سيزيد من تعبه الجسدي والنفسي،   بل أقصد ابتكار مشروع خاص، بإيجاد طرق جديدة أو إعادة تنفيذ أفكا ر موجودة أصلا ً ب أبسط الإمكانيات وبميزانية معقولة ولكن بشكل أفضل حتى تثير اهتمام الناس ،   أ...